نشأة الجامعة

 بعد أن أتم الله نعمته واستقرت ركائز الدولة السعودية بكفاح مؤسسها المغفور له الملك عبدالعزيز , وكفاح الفتية الذين آمنو بربهم وزادهم ربهم هدى , اتجهت الدولة إلى تحقيق هدفين أساسيين هما :

     

  • بناء المجتمع القوي المتحد بــ(  التنمية الاجتماعية)
  • بناء الاقتصاد الوطني القوي بــ( التنمية الاقتصادية)

 ولما كانت التنمية الاجتماعية , والتنمية الاقتصادية ترتبط كل منها بالأخرى , وتؤثر فيها وتتأثر بها , فقد كان من الضروري أن تسير التنمية الاجتماعية جنباً إلى جنب مع التنمية الاقتصادية، ولقد أدركت هذه الدولة الفتية منذ أن وحد أركانها صقر هذه الجزيرة ، على أساس أن الانسان هو وسيلة التنمية وغايتها ، أدركت بأن الطريق الأمثل لصالح هذه الدولة واستقرارها هو الاهتمام بالفرد فيها ، لأنه اللبنة الأساسية في تكوين الأسرة ، التي تكون النواة الأولى للمجتمع ، من هذه الحقيقة سعت الدولة جاهدة للاهتمام بالفرد السعودي وتنشئته النشأة الصالحة حتى يقوم بدوره الفعال في تأسيس المجتمع المتكامل والمترابط المثقف ، فقامت على توفير كل السبل الممكنة لتهيئة الأجواء كي ينهل منها الفرد السعودي لما فيه صلاحه ، وبالتالي صلاح وطنه وأمته.

من هذا المنطلق بدأ التعليم ينتشر في أنحاء المملكة على أساس متين من الدين والخلق الحسن، لا تبهره النماذج المستعارة، ولا يغفل عن الانتفاع بما هو مفيد من تجارب الآخرين. وكانت عملية بناء المواطن الصالح تتم بمراعاة طبيعة الظروف المحلية والعالمية.

 إن العالم اليوم يعاني من آثار نكسة ثقافية خطيرة ، بعد أن تعرضت الثقافتان اللتان تقودان الجزء الكبير عالمنا المعاصر إلى هزات عنيفة ، وعجزتا الاحتفاظ بتوازنهما أمام المتغيرات الاجتماعية ، وواجهت كل منهما رفض الانسان لكثير من المسَّلمات ، وتمرد على الصيغة الحضارية التي تقدمها له .  هذا الوضع يفرض على الحضارة الإسلامية أن تستع أمجادها، وتعزز مواقعها ، وأن تستعد للقيام بدور عالمي تقترب منه يوم بعد يوم.

إن المواطن السعودي ليس مجرد مواطن محلي منصرف إلى واجباته الداخلية ، وإنما هو أيضا انسان عالمي صالح ، له علاقة حميمة ومباشرة بألف مليون مسلم ينظرون إليه على أنه داعية ، وحامل رسالة  وحارس حضارة. و إن إعداد هذا الانسان يحتاج إلى جهد ثقافي مكثف حتى يستطيع أن يقوم بدوره الحضاري ببعديه المحلي والعالمي.

 إن الاقتصاد السعودي يبنى أساسا بالحوار مع طبيعة بكر، وإن من يحاور هذه الطبيعة يجب أن يتسلح بأحدث معطيات العلم ، وأن تكون لديه الوسائل والبدائع لانتزاع ما تضن به ، ولتطويعها ووضعها في خدمة الانسان.

 إن نمو حركة التجارة السعودية ، ودخول الدولة إلى مرحلة التصنيع سوف يدعو إلى مشاركة المرأة ، وان ذلك يحتاج إلى تعليم المرأة وتربيتها في اطار ضوابط العقيدة ، وتعاليم الدين الحنيف.

 وفي ضوء هذه الحقائق خرجت إلى الوجود فكرة إنشاء جامعة الملك عبدالعزيز لتقوم بدورها الهام ، وتتحمل مسؤلية الاسهام الفعال في البناء الحضاري المتجدد المتطور ،  ولتقدم للوطن القوى البشرية العاملة ، وتحافظ على مبادئنا الخالدة ، ولتشترك مع غيرها  من جامعات المملكة الست في تكوين القاعدة الفكرية والعلمية للدولة ،ارتفاع إلى مستوى الطموح الوطني ، ووفاء بحاجات شعب يتوثب نحو مستقبله بحيوية وشباب في ظل قيادة مؤمنة رشيدة تواكب أحلام الشعب ، وتسهر على تحقيقها .

 وازداد حماس المواطنين للفكرة الباهرة وتقدموا للإعلان عن رغبتهم في التبرع لمشروع إنشاء الجامعة ، وكان أول مواطن يقدم تبرعه هو المواطن الغيور سعادة الشيخ محمد أبو بكر باخشب باشا – رحمه الله – الذي أعلن عن تبرعه بمليون ريال للمشروع ، واقترح أن تسمى الجامعة الأهلية الجديدة (( جامعة الملك عبدالعزيز )).




 وعلى أثر ذلك تكونت لجنة تحضيرية مكونة من السادة :

·          أحمد شطا

·         أحمد صلاح جمجوم

·         محمد أبو بكر باخشب باشا

·         وهيب بن زقر

·         محمد علي حافظ

 وهكذا بدأت الملامح الأولى للفكرة العظيمة تتجسد على أيدي هؤلاء الرجال ، ثم اجتمع رأي اللجنة التحضيرية على أن هذا العمل الكبير يحتاج إلى قيادة كبيرة لتتحرك به ، ومن ثم قرروا عرضه على جلالة الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز (  سمو ولي العهد آنذاك) يوم الاثنين 25/3/1384م.

 جلالة المغفور له الملك فيصل ( سمو ولي العهد آنذاك ) رأى أن يتعذر عن قبول رياسة الهيئة التأسيسية لأنه كما قال جلالته يومئذ (( إني أريد أن أزيل فكرة أن أي مشروع لا ينجح إلا إذا رأسه فلان ، وإن أي مشروع يمكن أن ينجح دون أن يحمل اسمي )).

 الأعضاء تمسكوا وألحوا  في أن يتفضل جلالته – رحمه الله – برئاسة الهيئة التأسيسية ليأخذ المشروع حقه من الجدية والمهابة وسرعة الحركة.

 وكالعادة لم تكن أي حواجز تقف حجر عثرة بين القائد والمقود ، لأن الأساس الذي قامت عليه هذه الدولة هو التلاحم والترابط الذي يجمع بين كل الأطراف داخل اطار الأسرة السعودية الكبيرة.

يوم مشهود

 ثم جاء يوم 22 جمادي الأولى 1384  وهو يوم مشهود في حياة الجامعة ، ففي عصر هذا اليوم انعقد الاجتماع الأول للهيئة التأسيسية برئاسة  المغفور له جلالة الملك فيصل ( سمو ولي العهد ) في مقره الصيفي بمدينة الطائف ، وقد تفضل الفيصل بافتتاح الاجتماع  بخطاب تاريخي نقتطف منه مايلي :

((أيها الاخوان : إن فكرة تأسيس هذه الجامعة ثبتت في فكر نخبة من اخوانكم قصدوا بذلك خدمة العلم وأرادوا أن يثبتوا للجميع بأن في هذا البلد الكريم رجالاً يعملون وينشئون ولا يتكلمون .

 أيها الاخوان : لقد كان  في بلدنا أنه لا يمكن أن ينجح أي عمل أو يسير إلا  كان منوطا بالدولة أو  بمن ينتمي إلى الدولة وانه يكفي في هذا المشروع أن يكون رمزا لأن يثبت أن في هذا البلد من يعمل ومن ينشئ ومن يتقدم إذا أراد ذلك .

 واسمحوا لي أيها الاخوان أن أتجرد في هذه اللحظة من أي صفة أخرى. إ نني فرد من أفراد هذا الشعب الكريم ، وإنه ليسرني ويملؤني غبطة وافتخاراً أن أرى من بين هذا الشعب من ينهض ومن يتحرك لخدمة هذا الشعب ، وليس قولي هذا لتشك في نفسي أو في أبناء وطني ، ولكنني أريد  أن يعلم الحاضر والغائب ومن في الداخل والخارج ، أن هناك رجالاً يخدمون بلدهم ، ويعملون وهذا يكفي أن نقول : أن هذه المؤسسة القادمة بحول الله نبتت من الشعب وللشعب )).

  وقد أسفر الاجتماع عن وضع اللبنة الأولى وحجر الأساس لأحد صروحات العلم التي ضمتها هذه البلاد كي تتوالى بعد ذلك عملية البناء ولكي يبقى هذا الصرح شامخاً ، يغذي فيها الوطن والأمة برجالات قد أعلنوا عن تشمير سواعدهم لخدمة الدين ثم المليك والوطن . و لعل من أهم القرارات التي تمخضت عن هذا الاجتماع هي :

 أولا : اختيار  صاحب السمو الملكي الأمير فيصل  بن عبدالعزيز رئيسا للهيئة التأسيسية.

 ثانياً : اختيار معالي الشيخ حسن بن عبدالله  آل الشيخ ( وزير المعارف آنذاك ) نائبا أول للرئيس ، ومعالي السيد أحمد شطا  نائبا ثانيا للرئيس .

 ثالثاً : إقرار مشروع نظام الهيئة التأسيسية.

 رابعاً : عقد اجتماع شعبي برئاسة حضرة صاحب السمو الملكي رئيس الهيئة التأسيسية لبدء حملة جمع التبرعات .

 

الأيادي البيضاء تثبت وطنيتها:-

 وتنفيذاً لقرار الهيئة التأسيسية عقد الاجتماع الشعبي يوم الخميس 9/6/1384هـ.   ب بمبنى مدارس الثغر النموذجية ، وتوافد الشعب وقادته ، وكان على رأس الحضور حضرة صاحب الجلالة  الملك خالد  المعظم ( سمو الأمير آنذاك )

وقد افتتحت الأسرة المالكة التبرعات بمليون ريال ثن تدفقت تبرعات المواطنين حتى بلغت ( 4595240) ريال.

 أما التبرعات العينية  فقد كان من أهمها  وأروعها هو ما تقدم به معالي الشيخ عبدالله السليمان وزير المالية والاقتصاد الوطني الأسبق حيث قدم قطعه فسيحة من الار تبلغ مساحتها 750,000 متر مربع مقام عليها  أربعه مباني كبيرة وفيلا ومجموعة من الملاحق العامة ومقع يعد نموذجيا بالنسبة لمدينة جدة ليكون مقراً للجامعة .
وتكونت لجنة تنفيذية موسعة للنهوض بالمشروع .

 من السادة :

1-      احمد شاطا

 رئيساً

2-      أحمد عبيد

 نائباً للرئيس

3-      أحمد صلاح جمجوم

 عضواً

4-      حمزة بوقري

 عضواً

5-      الأمير سعود الفيصل

 عضواً

6-      عبدالعزيز السليمان

 عضواً

7-      عبداللطيف جمجوم

 عضواً

8-      عبدالله الدباغ

 عضواً

9-      عبدالمجيد شبكشي

 عضواً

10-   اللواء علي زين العابدين

 عضواً

11-   محسن أحمد باروم

 عضواً

12-   وهيب بن زقر

 عضواً

13-   محمد علي حافظ

 عضوا

 وقد استهلت اللجنة التنفيذية  أعمالها بأن وجهت الدعوة إلى مجموعة استشارية من خبراء التعليم العالي في مختلف دول العالم كي تستفيد من معارفهم في وضع أسس الجامعة على أكمل وجه وهم :

1-      الدكتور : اشتياق قرشي ( وزير التربية والتعليم في حكومة باكستان المركزية ومدير جامعة كراتشي )

2-      الدكتور : متى عقراوي ( رئيس جامعة بغداد الأسبق والأستاذ بدائرة التربية في الجامعة الامريكية ببيروت)

3-      الدكتور فرنسيس هورن ( جامعة رود أيلاند بالولايات المتحدة الأمريكية ).

4-       الدكتور : فرنسيس فوريس ( عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة اريزونا – توسان بالولايات المتحدة الأمريكية).

5-       الدكتور: سوريك هلسال ( عميد كلية العلوم بجامعة ويلز – المملكة المتحدة ).

6-       الدكتور : كنج هول ( كبير مستشاري كلية البترول والمعادن بالظهران ).

وانضم إلى هذه النخبة من الاستشاريين مجموعة من أعضاء الهيئة التأسيسية وهم السادة أصحاب المعالي والسعادة :

     (1)      أحمد صلاح جمجوم

     (2)     أحمد شطا

     (3)     حمزة بوقري

     (4)      عبدالله الدباغ

     (5)     اللواء علي زين العابدين

     (6)      فاضل قباني

     (7)      محسن أحمد باروم

     (8)     وهيب بن زقر

 استكمال المرافق الجامعية:

وفي الوقت الذي كانت فيه اللجان والخبراء يواصلون الدراسات من أجل تقديم المشورة الفنية للمسؤولين عن تنفيذ المشروع كان العمل يجري لاعداد واستكمال مرافق الجامعة ، فأنشئت المخازن ، وساحات الرياضة البدنية والمختبرات وتم تأثيث وإعداد مقر  إدارة الجامعة وتجهيز قاعات المحاضرات ...الخ.

 وظلت اللجان الاستشارية تواصل اجتماعاتها  قرابة شهر ثم قدمت التقارير والدراسات حول الخطوط العريضة لسياسة التخطيط العلمي في المراحل الأولى  من حياة الجامعة .

 وكانت التقارير تشير إلى أهمية البدء بكلية الاقتصاد تلبية لاحتياجات البيئة في ذلك الوقت.


آخر تحديث
4/20/2013 2:18:42 PM